سورة ص - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (ص)


        


{قال} داود عليه السَّلام: {لقد ظلمك بسؤال نعجتك} أَيْ: بسؤاله إيَّاك نعجتك: امرأتك أن يضمَّها {إلى نعاجه وإن كثيراً من الخلطاء} الشُّركاء {ليبغي بعضهم على بعض إلاَّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليلٌ ما هم} وقليلٌ هم {وظنَّ داود} علم عند ذلك {إنّما فتناه} ابتليناه بتلك المرأة التي أحبَّ أن يتزوَّجها، ثمَّ تزوَّجها بعد قتل زوجها {فاستغفر ربه} ممَّا فعل، وهو محبَّته يتزوَّج امرأةَ مَنْ له امرأةٌ واحدةٌ، وله تسع وتسعون امرأةً {وخرَّ راكعاً} سقط للسُّجود بعد ما كان راكعاً {وأناب} رجع إلى الله سبحانه بالتَّوبة.
{فغفرنا له ذلك وإنَّ له عندنا} بعد المغفرة {لزلفى} قربةً {وحسن مآب} مرجع.
{يا داود إنَّا جعلناك خليفة في الأرض} أَيْ: عَنْ مَنْ قبلك من الأنبياء، وقوله: {بما نسوا يوم الحساب} أَيْ: تركوا الإِيمان به والعمل له.
{وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلاً} إلاَّ لأمرٍ صحيحٍ، وهو الدَّلالة على قدرة خالقهما وتوحيده وعبادته.


{الصافناتُ الجياد} أي: الخيل القائمة.
{فقال إني أحببت حبَّ الخير عن ذكر ربي} آثرت حبَّ الخير، أي: الخيل، على ذكر الله حتى فاتني في وقته {حتى توارت} الشَّمس {بالحجاب} أَيْ: غربت، وقوله: {فطفق مسحاً بالسوق والأعناق} أَيْ: أقبل يقطع سوقها وأعناقها، ولم يفعل ذلك إلاَّ لإِباحة الله عزَّ وجلَّ له ذلك، وقوله: {ولقد فتنا سليمان} ابتليناه {وألقينا على كرسيِّه جسداً} شيطاناً تصوَّر في صورته، وذلك أنَّه تزوَّج امرأة وهويها، وعبدت الصَّنم في داره بغير علمه، فنزع الله ملكه أيَّاماً، وسلَّط شيطاناً على مملكته، ثمَّ تاب سليمان وأعاد الله عليه ملكه، فسأل الله أن يهب له ملكاً يدلُّ على أنَّه غفر له، وردَّ عليه ما نزع منه، وهو قوله: {وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعدي}. وقوله: {رخاءً} أي: ليِّنةً مُطيعةً سريعةً {حيث أصاب} أراد وقصد سليمان عليه السَّلام.
{والشياطين} أَيْ: وسخَّرنا له {كلَّ بناء} من الشَّياطين مَنْ يبنون له {وغوَّاص} يغوصون في البحر، فيستخرجون ما يريد.
{وآخرين مقرنين في الأصفاد} وسخَّرنا له مردة الشَّياطين حتى قرنهم في السَّلاسل من الحديد، وقلنا له: {هذا} الذي أعطيناك {عطاؤنا فامنن} أَيْ: أعطِ {أو أمسك بغير حساب} عليك في إعطائه ولا إمساكه، وهذا مما خصَّ به.


{بنصب} أَيْ: بتعبٍ ومشقَّةٍ في بدني {وعذاب} في أهلي ومالي، فقلنا له: {اركض برجلك} أَيْ: دُسْ وحرِّك برجلك في الأرض، فداس فنبعت عين ماءٍ، فاغتسل به حتى ذهب الدّاء من ظاهره، ثمَّ شرب منه فذهب الدَّاء من باطنه.
{ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب} مُفسَّرةٌ في سورة الأنبياء عليهم السَّلام.
{وخذ بيدك ضغثاً} حزمةً من الحشيش {فاضرب به} امرأتك {ولا تحنث} في يمينك. وقوله: {أولي الأيدي} أَيْ: ذوي القوَّة في العبادة {والأبصار} البصائر في الدِّين.
{إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار} أَيْ: جعلناهم يُكثرون ذكر الدَّار الآخرة والرُّجوع إلى الله تعالى.

1 | 2 | 3 | 4 | 5